أولاً: عمر المرأة ، نوعية البويضات ومخزون المبيض
عند الولادة يكون مخزون المبيض مليء ويحوي عدد كبير جداً من البويضات، وعند سن البلوغ تكون قد فقدت المرأة أكثر من نصف هذا المخزون من البويضات. ومع كل دوره شهرية يفقد المبيض عدد كبير من البويضات والتي قد تصل إلى 500 بويضة شهرياً، وكذلك ومع تقدم العمر فإن عمر هذه البويضات المخزونة في المبيض يزداد أيضاً مع عمر المرأة كباقي أنسجة وخلايا الجسم التي تشيخ وتهرم ويقل جودتها ويزداد نوعيتها سوءاً ويكون نسبة الاختلالات الوراثية أكبر. فمثلاً وبعد سن ال 35 عاماً فإن بويضة واحدة من أصل أربع بويضات ملقحة تنتج جنيناً غير سليم وراثياً وتزداد هذه النسبة إلى 50% عند السيدات اللواتي أعمارهن تزيد عن 40 عاماً. والأجنة التي تحمل خللاً وراثياً في كروموسوماتها إن كان عدداً أو تكويناً فإنها تفشل بالالتصاق ببطانة الرحم أو أنها تلصق لفترة أيام أو أسابيع قليلة وثم يحدث الإجهاض.
فالمرأة فوق سن الأربعين ستحتاج إلى جرعات زائده من هرمونات تحريض الإباضة للحصول على عدد قليل من البويضات والتي قد لا تكون من النوعية الجيدة وهذا يؤدي إلى تكون أجنة غير سليمة وراثياً على الرغم من أن تكون شكلاً جيدة. والنتيجة قد لا تكون عدم حدوث الحمل حتى مع زيادة عدد الأجنة المنقولة إلى الرحم أو مع تكرا ر محاولات الإخصاب خارج الجسم.
وعند توفر عدد كاف من الأجنة يمكن التغلب على مثل هذه المشكلة وذلك بإجراء فحوصات الأجنة قبل العلوق (PGD ) ويتم بهذه الطريقة سحب خلية واحدة من الجنين وفحصها وراثياً للتأكد من الأجنة السليمة وراثياً ثم نقوم بنقل الأجنة السليمة إلى رحم الأم. وقد تنتهي المحاولة أحياناً بعدم وجود أجنة سليمة لإرجاعها إلى رحم الأم. ومن الطرق الأخرى التي يمكن استخدامها لزيادة نسبة الحمل هي إبقاء الأجنة في مختبر الإخصاب لليوم الخامس أي حتى مرحلة الأرومة (Blastocyst ) وهنا يجب توفر أيضاً عدد جيد من الأجنة أي أكثر من 4 أجنة للتمكن من اختيار الأجنة التي تتطور بشكل جيد حتى اليوم الخامس وهذا قد يزيد من فرصة الحمل.
ثانياً: قابلية بطانة الرحم لاستقبال الأجنة Endometrial Receptivity
إن قابلية بطانة الرحم على استقبال الجنين وانزراعه فيها يعتمد على عدّة عوامل محددّه لنسب النجاح منها شكل وهيئة تجويف الرحم، سماكة بطانة الرحم وعوامل أخرى مثل نسبة تخثر الدم وجهاز المناعة.
شكل تجويف الرحم
يعتبر وجود زوائد لحمية ناتجة عن بطانة الرحم أو الخلاصة في حالة حمل قديم أو ألياف داخل الرحم( دون الأخذ بعين الاعتبار عن حجمها ) أو التصاقات داخل الرحم عائقاً مهماً لالتصاق الجنين وتعشيشه فيها وذلك لأنها قد تسبب احتقان في بطانة الرحم. ومن أهم الفحوصات التي يمكن إجراءها للكشف عن هذه المشكلات هو تنظير تجويف الرحم الذي يستطيع تشخيص أدق الأمور علماً أن تصوير الرحم بالأشعة السينية يعتبر مقبولاً إلا أنه غير دقيق في 20% من الحالات. إن منظار تجويف الرحم يمكن إجراءه داخل العيادة دون عناء كبير للمريضة.
سماكة بطانة الرحم:
نرى أنه في حالات فشل المحاولات المتكررة للإخصاب خارج الجسم تكون بطانة الرحم غير جيدة أي ان سماكتها غير كافية وهي أقل من 9 ملم في أغلب الأحيان إذ أنه قلة سماكة بطانة الرحم يؤدي إلى انخفاض نسبة التصاق الأجنة وبالتالي عدم حصول الحمل. وتكون بطانة الرحم غير ناضجة في حالات احتقان بطانة الرحم أو التهابها Endometritis أو وجود مرض بطانة الرحم Adenomyosis أو وجود ألياف رحمية داخل جدار الرحم أو أن السيدة كانت تستخدم حبوب منع الحمل لفترات طويلة أو استخدام حبوب الكلوميد المنشطة للمبيض لعدة دورات شهرية متتالية.
يكون علاج بطانة الرحم بإعطاء هرمونات تعويضية مثل الاستروجين، أو محفزات الدورة الدموية
¨ عوامل جهاز المناعة:
تبدأ عملية التصاق الجنين بالرحم في اليوم السادس أو السابع بعد عملية تلقيح البويضة وفي هذه المرحلة يتم نمو خلايا من الجنين داخل بطانة الرحم ليتم تناقل المواد الضرورية لتغذية الجنين من الأم وهنا تلعب عوامل المناعة دوراً كبيراً فالجنين يعد جسماً غريباً في الرحم، وفشل عوامل المناعة لزيادة نسبة تقبل الرحم للجنين قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى الاجهاضات المتكررة، أو فشل الحمل بعد محاولات أطفال الأنابيب.
هنالك عدّة عوامل لها علاقة بإستقبال وانزراع الجنين في رحم الأم وخصوصاً انزراع خلايا الخلاصة داخل بطانة الرحم مما يشكل تفاعل بين هذه الأغشية وجهاز المناعة، وقد نلاحظ في كثير من الأحيان عند السيدات اللواتي يجهضن خلال الأسابيع الأولى أو عند اللواتي لا يحدث الحمل عندهم بعد تكرار برامج الإخصاب المساعد ان جهاز المناعة هذا يكون في حالة نشاط ويرفض استقبال الأجنة او انزراع الجنين في داخل البطانة. وهنالك عدّة طرق لعلاج مثل هذه المشكلة كإعطاء مميعات الدم مثل الاسبرين والهبارين أو مركبات الكورتيزون أو علاجات أخرى تعمل على تهدئة جهاز المناعة.
من أهم عناصر معالجة الأزواج الذين يعانون من عدم حصول حمل أو إجهاضات مبكرة متكررة بعد محاولات أطفال الأنابيب هو التشخيص الصحيح والبحث عن المسبب لهذه الحالات.
ولذلك ينصح الأطباء الإختصاصيون بأجراء عدة فحوصات لمساعدتهم على تحديد سبب الإجهاضات المتكررة أو عدم حصول حمل بعد إجراء العديد من محاولات الإخصاب خارج الجسم مع توفر أجنة ذات نوعية جيدة.
× فحص وراثي لكروموسومات للزوجين.
× فحص رحم الزوجة عن طريق المنظار الرحمي Hysteroscopy.
× فحوصات هرمونية.
× فحوصات الأجسام المضادة (المناعة).
× فحوصات أخري حسب تقييم الطبيب.
Comments are closed