العقم غير المفسر هو عدم حدوث الحمل بعد تكرار الجماع بوجود اباضة طبيعية لأكثر من سنه وبدون استخدام أي مانع للحمل مع توافق تاريخ مرضي سوي للزوجين.ومن أسباب عقم الذكور هو حدوث التهابات ووجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية وخلل هرموني وخلل في حركة الحيوانات المنوية وقد يكون العوامل النفسية لها تأثير على العقم غير المفسر مع وجود أسباب أخرى غير معروفة.
وتتراوح نسبة العقم بين 10-20% من المراجعين حيث تكون الفحوصات سليمة عند الرجل والمرأة ولا يوجد أي سبب واضح للعقم ولكن الحمل لم يحدث بعد.
علاج العقم غير المفسر
عند البدء بعلاج الزوجين بهدف حدوث الحمل من قبل الطبيب الاختصاصي فان هناك مجموعه من الفحوصات التي يطلبها الطبيب من الزوجين مثل التأكد من تحقق الاباضة، علاج الالتهابات إذا وجدت عند الزوج أو الزوجة باستخدام المضادات الحيوية اللازمة مع ضرورة متابعة اختبارات المناعة السلبية Immunological tests، وقد يلجا الطبيب إلى عمل عملية تنظير للرحم Hysteroscopy وتنظير للمبيض وقنوات فالوبLaparoscopy قبل البدء في عملية الحقن الداخلي أو عملية أطفال الأنابيب (الحقن المجهري ICSI ).
عند حدوث الحمل بشكل طبيعي هناك سلسة من الأحداث المهمة الذي يجب أن تتم بشكل سليم وتبدأ هذه الأحداث بالهرمونات التي يحفز نمو البويضات والتي يتم إفرازها من الغدة النخامية مع وجود بويضات تحتوي على عدد وشكل كروموسومات طبيعي وتتطور البويضة لتصل إلى مرحلة النضوج اللازم وبعد هذه الخطوات من الضروري تواجد هرمون LH (هرمون الاباضة) بكمية كافية لتحفيز الاباضة وتكميل مرحلة نضوج البويضة، ومن ثم تتم عملية الاباضه حيث يجب على قنوات فالوب أن تكون سليمة لالتقاط البويضة.وبعد حدوث الجماع الطبيعي تتقدم الحيوانات المنوية في المهبل بمساعدة المادة المخاطية الموجودة في عنق الرحم مع الانتقاء الطبيعي للحيوانات المنوية السريعة والنشيطة القادرة للوصول إلى قنوات فالوب لتخصيب البويضة وبعد وصول الحيوانات المنوية للبويضة
يستطيع حيوان منوي واحد فقط اختراق جدار البويضة لتلقيحها بعد سلسلة أحداث بيوكميائية وجزئية.
ويتم التلقيح وبعدها تبدأ عملية الانقسام ويجب أن يكون للجنين القدرة على الانقسام بشكل طبيعي لإكمال نموه في رحم ألام، فبعد ثلاثة أيام من التلقيح تقوم قناة فالوب بنقل الجنين إلى الرحم حيث يكمل الجنين انقسامه إلى مرحلة الارومه وبعدها يلتصق في بطانة الرحم التي من الضروري أن تكون مستعدة لاستقبال الجنين حتى يستطيع النمو في الشكل الطبيعي وإكمال دورة حياته حتى وقت الولادة.
ومع تواجد كل هذه الأحداث البسيطة لحدوث الحمل لكن هناك مئات الأحداث الجزئية والبيوكميائية التي يجب أن تحدث بشكل طبيعي ودقيق لحدوث الحمل واستمراريتة وهذه الأسباب قد تكون مفسرا لحالات العقم غير المحلل الذي تظهر فيه جميع الفحوصات سليمة لكن في كل خطوة من الخطوات السابقة قد يحدث خطوات غير سليمة قد تمنع حدوث الخطوة التالية وتؤدي إلى عدم حدوث الحمل.
ومع تطور تقنيات أطفال الأنابيب والحقن المجهري فقد أصبح من الممكن التخطي للكثير من هذه المشاكل لكن يبقى هناك أمور غامضة لم يستطيع العلم حتى الآن إيجاد أسباب وتفسيرات واضحة لها.
بقلم د. سليمان ضبيط
استشاري الأمراض والجراحة النسائية والتوليد
مدير وحدة الإخصاب والوراثة / مركز الخالدي الطبي
Comments are closed