مع التطور العلمي المتسارع أصبح من الممكن تجميد الحيوانات المنوية والبويضات والأجنة مع الحصول على نسبة حمل عالية و ولادة أطفال أصحاء لم يكن في السابق التفكير بها ممكناً.
·تجميد الحيوانات المنوية
قبل اكتشاف علم أطفال الأنابيب كان علم تجميد الحيوانات المنوية موجوداً، فلقد كان العلماء يجمدون الحيوانات المنوية للحيوانات كالفئران والمواشي وإجراء دراسات وأبحاث عليها. ومع تطور علم أطفال الأنابيب أدخل معه علم تجميد الحيوانات المنوية ليتم فيه تجميد السائل المنوي وتجميد أنسجة الخصية.
أما عن أسباب التجميد فتتراوح بين الحاجة لاستعمالها لمحاولات الإخصاب في حالة سفر الزوج و خضوع الزوجة لعملية التلقيح خارج الجسم أو عند عدم مقدرة الزوج إعطاء عينة السائل المنوي يوم عملية سحب البويضات لزوجته. ويتم أحياناً تجميد العينة عند الأزواج الذين يعانون من تذبذب من وقت لآخر في السائل المنوي من حيث الحركة أو العدد فيتم تجميدها لضمان الحصول على كمية كافية من الحيوانات المنوية لحقن بويضات الزوجه يوم عملية الإخصاب خارج الجسم باستعمال الحقن المجهري للبويضة.
أما الأزواج الذين يخضعون لعمليات سحب حيوانات منوية من الخصية ففي معظم الأوقات يتم تجميد جزء من نسيج الخصية وذلك لتفادي دخول المريض عملية جراحية أخرى عند حاجتهم لمحاولة إخصاب أخرى.
أما عن طريقة تجميد الحيوانات المنوية فيتم استعمال سائل خاص للتجميد يحتوي على مادة جليسيرول والسترين والفركتوز وأملاح أخرى تساعد على حماية رؤوس الحيوانات المنوية من درجات الحرارة المتدنية جداً حيث يتم حفظها في درجة حرارة ºC 196 تحت الصفر وذلك في غاز النيتروجين السائل. فبعد خلط السائل المنوي الذي يتم تحضيره بطريقة خاصة في مختبر السائل المنوي مع سائل التجميد يوزع بعدها في عبوات خاصة مكتوب عليها أسم المريض بالكامل ورقم ملفه ومصدر العينة والتاريخ ورقم العبوة.
وباستعمال جهاز خاص بالتجميد الذي يتم برمجته بواسطة كمبيوتر خاص لتحديد درجات الحرارة المطلوبة والوقت اللازم لإنهاء عملية التجميد يتم من خلاله ايصال درجة الحرارة إلى 90ºC تحت الصفر حيث يتم بعدها حفظ العينات بحاويات خاصة مملوؤه بغاز النيتروجين السائل مع تدوين المعلومات اللازمة عن المريض والعينة في سجلات مخصصة بمختبر أطفال الأنابيب.
·تجميد البويضات
ما زال موضوع تجميد البويضات يحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث، وذلك لان نسب نجاح البويضات ونضوجهم بعد تجميدهم وإذابتهم من التجميد ضعيفة. وهنالك أبحاث عديدة تجرى يومياً حول العالم لتمكن من تحسين النتائج في هذا المجال. علماً أنه قد تمت بعض الولادات في بعض المراكز حول العالم بعد عملية تجميد البويضات، إلا أن الأعداد ما زالت متواضعة جداً حيث السجلات الطبية تشير فقط عن ولادة ثمانية أطفال حول العالم من بويضات تم تجميدها مسبقاً. وهذا يعد بالعدد القليل جداً مقارنة بعدد الأطفال الذين تمت ولادتهم بعد عملية تجميد الأجنة و زراعتها.
·تجميد الأجنة
عند إجراء عملية الإخصاب خارج الجسم وتنشيط المبيض من خلال برامج تحريض الإباضة فقد يتم الحصول أحياناً على عدد زائد من البويضات وذلك أكثر من سبعة بويضات للمحاولة الواحدة. مما يؤدي إلى تكوّن عدد فائض من الأجنة، و من المعروف أنه يتم إعادة جنينين إلى ثلاثة أجنة فقط إلى رحم الأم. والأجنة الفائضة عن ذلك يتم حفظها في حالة مجمدة.
أما عملية تجميد الأجنة فتتم من خلال استخدام محلول خاص مكون من تراكيز مختلفة والتي تدخل بدورها إلى خلايا الجنين ببطء وذلك لعدم حدوث أي أضرار لهذه الخلايا. وهذا السائل يعمل على حماية الجنين من تكون بلورات ثلجية بداخله أثناء مراحل التجميد المختلفة مما تقلل من حدوث أي خلل أو تكسر في خلايا الجنين.
وبعد دمج الأجنة بسائل التجميد يتم إدخالها في أنبوب خاص الذي يتم وضعه في جهاز التجميد الذي يعمل على استخدام غاز النيتروجين السائل. وأغلب الأجهزة المتوفرة حالياً في الأسواق يتم السيطرة عليها من خلال برامج معدّه سابقاً عن طريق الكمبيوتر وخاصة بالتجميد. فهنالك برنامج خاص لتجميد الأجنة وهنالك برنامج آخر لتجميد البويضات وثالث للحيوانات المنوية.
أما جهاز تجميد الأجنة فيعمل من خلال البرامج المعدة مسبقاً على تنزيل درجة الحرارة إلى ما بين 90ºC إلى 130ºC تحت الصفر عبر عدة خطوات متتالية وبفترة زمنية محددة. وبعد انتهاء هذا البرنامج يتم الاحتفاظ بالأجنة بحاويات خاصة مملوءة بغاز النيتروجين السائل، حيث من الممكن الاحتفاظ بها لعدة سنوات. ومن المهم هنا أن نذكر أن جميع هذه الخطوات تخضع لمراقبة شديدة من خبراء علم الأجنة الذين يعملون في مختبرات الإخصاب خصوصاً بالحفاظ على جودة الإجراءات وحفظ السجلات الطبية، الذي يقومون بتدوين كل المعلومات الضرورية عن المريض والأجنة بسجلات خاصة بالمختبر يراعى فيها الدقة المتناهية.
Comments are closed