هل تؤثر حبوب منع الحمل على الإنجاب ثانيةً؟
تعد حبوب منع الحمل الاختيار الأمثل للعديد من السيدات عندما يرغبن في تأجيل قرار الإنجاب لفترة، ولكن قد تراودهن بعض المخاوف والشكوك حول ما إذا كانت ستقلل من فرص الإنجاب فيما بعد، أو إنها ستؤثر على نسبة الخصوبة لديهن أو تزيد من نسبة إجهاضهن عند التفكير في الحمل مرة أخرى.
أظهرت دراسة علمية أجريت في ألمانيا أن هذه المخاوف لا تستند على أساس علمي، حيث إن تناول حبوب منع الحمل لسنوات لا يؤثر على خصوبة المرأة عندما تتوقف عن تناولها، فأثر الحبوب على المبيض هو أثر مؤقت، ومجرد نسيان تناول حبة أو حبتين قد يسبب فشل الأثر المانع للحمل، وعندما تتوقف السيدة عن تناول الحبوب، تستعيد خصوبتها السابقة.
وبالإضافة إلى ذلك، توصل الباحثون، في دراسة كبيرة على أكثر من 2000 امرأة بعد استخدامهن لحبوب منع الحمل لمدة سبع سنوات تقريبًا، إلى أن 21% منهن حملن خلال شهر واحد فقط من إيقافها و79% منهن حملن خلال سنة.
وتشير إحدى الدراسات أيضًا إلى أنه قد يحدث الحمل لدى النساء، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 16 إلى 18 عامًا، بعد 2-4 دورة شهرية تقريبًا من توقفهن عن تناول حبوب منع الحمل، بينما يحدث الحمل للنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 إلى 34 عامًا بعد 3-9 دورة شهرية تقريبًا.
ومن ثم، فإن تناول الحبوب المانعة للحمل بشكل متواصل ودون انقطاع لا يسبب العقم، وإنما يثبط عمل المبيض فقط في أثناء فترة تناول الدواء، وسرعان ما تعود الأمور إلى طبيعتها بعد التوقف عن تناوله.
وبالنسبة لمخاوفك حول حدوث إجهاض للجنين عند الحمل بعد إيقاف تناول الحبوب، فدعيني أطمئنك أنه لا يوجد أي دليل على وجود احتمال متزايد لحدوث إجهاض أو تشوهات أو عيوب خلقية أو أي من هذا القبيل لدى النساء، اللاتي حملن بعد إيقاف حبوب منع الحمل مباشرة، ولكن في نفس الوقت ينصح بعض الخبراء بأن تتوقفي عن تناول حبوب منع الحمل قبل شهرين إلى ثلاثة أشهر من محاولات الحمل لأنها تُحدِث بعض التغييرات المؤقتة في رحمك، ما قد يمنع الجنين من الانغراس في جدار الرحم، لذلك تحتاج بطانة الرحم إلى بضعة دورات شهرية حتى تصحح نفسها أولًا، وتتأكدين أنتِ من كونك في أفضل حالة صحية للحمل.
متى تتوقفين عن تناول حبوب منع الحمل إذا رغبتِ في الإنجاب؟
يشير الأطباء إلى أن الجسم يتخلص من الهرمونات الناتجة عن حبوب منع الحمل بمجرد مجيء الدورة الشهرية التالية، أي أنه يمكنك فورًا الحمل بطفل عند توقفك عن تناول الحبوب، ولكن ينصح بعض الأطباء بأن تتروي في هذا وتتيحي لنفسك الفرصة من شهر إلى ثلاثة أشهر، كي يتكيّف جسمك مع دورته الطبيعية والانتظار حتى تأتي الدورة الشهرية بشكل طبيعي قبل البدء في محاولات الحمل.
فترة الاستعداد للحمل لا تقل أهمية عن الحمل نفسه، لذلك استشيري طبيبك واستعدي لها جيدًا، من خلال تناول الغذاء الصحي المتوازن والامتناع عن العادات الخاطئة، التي تؤثر سلبًا على الحمل لتتمتعي بحملٍ هادئ دون أي مشاكل.
Comments are closed