تحدث الولادة الطبيعية في الفترة ما بين اكتمال الأسبوع 37 الى الأسبوع 42 من الحمل ومن الممكن ان تبدأ الولادة قبل نهاية الأسبوع 37 وتسمى ولادة مبكرة وقد تتأخر الولادة بعد الأسبوع 42 وتحتاج الى تدخل طبي, فالام الحامل تدخل مرحلة المَخاض عندما تصبح جاهزةً لوضع مولودها وإن تقلُّصات المَخاض تدُلُّ على بدئه. وعندما تأتي هذه تقلّصات كلّ خمس دقائق يكون جسم الأم قد صار جاهزاً لدفع الطفل إلى الخارج.
تكون معظم الولادات طبيعية عبر المهبل، أي إن الجنين يمر عبر قناة الولادة دون حاجة إلى أي جراحة. وفي كل سنة تتم ملايين الولادات الطبيعية في العالم.
ينفتح عُنُق الرّحِم أو يتوسّع تدريجيّاً خلال المرحلة الأولى من الولادة حتى يصل قطره إلى عشرة سنتيمترات تقريباً. ويكون أقل سماكةً في الوقت نفسه، وهذا ما يُسمّى إمِّحاء عنق الرّحم. وعلى المرأة أن تبدأ الدَّفع من أجل إخراج الطفل عندما يتوسع الرحم ويُمّحي عُنُق الرّحم تماماً. وعندما يتمّ هذا، تبدأُ مرحلة تقدّم الطفل إلى الخارج. وتكون مرحلة التَوَجان (التتويج) هي المرحلة التي تصبح فيها فروة رأس الطفل مرئيّةً. وبعد ذلك بقليل، يولد الطفل. وتخرج من خلفه المَشيمة الّتي كانت تغذّيه داخل الرحِم.
تتمّ مراقبة الأمّهات وأطفالهنَّ عن قرب خلال الولادة. وتسمح صحّة مُعظم الأمّهات لهنَّ بالولادة الطبيعية عبر المهبل، أي أنّ الطفل يخرج عبر ممرّ الولادة الطبيعيّ دون جراحةٍ. أمّا إذا حدثت مضاعفات أو اختلاطات، فقد يكون من الضّروريّ توليد الطفل جراحيّاً بواسطة الولادة القيصريّة.
خلال الحمل يكون الجنين في سائل خاص يدعى السائل الأمنيوسي. يكون الجنين والسائل الأمنيوسي في جيب يدعى “الكيس الأمنيوسي” داخل الرحم.
يتغذى الجنين من المشيمة. والمشيمة عضو يقع بين الكيس الأمنيوسي والرحم، وتنمو المشيمة مع نمو الطفل خلال فترة الحمل.
ينقل دمُ الأم الأكسجينَ والموادَّ الغذائية إلى دم الجنين عن طريق المشيمة. كما يقوم بطرح النفايات من دم الجنين عبر المشيمة ويصل دم الجنين إلى المشيمة عبر الحبل السري.
حين يقترب موعد الولادة، يتدلى رأس الجنين إلى الأسفل في حوض الأم مما يجعل بطن الأم يبدو أصغر قليلاً مما كان عليه من قبل.
يبدأ المخاض حين تشعر الأم بآلام المخاض (الطلق) في بطنها. ينجم الطلق عن تقلص أو شد عضلات الرحم.
حين تبدأ التقلصات، تحدث بمعدل تقلصة كل عشرين دقيقة تقريباً. ومع مرور الوقت ينقص الفارق الزمني بين التقلصات. على الأم أن تخبر الطبيب حين يصبح الفارق الزمني بين التقلصات خمس دقائق.
للمخاض ثلاث مراحل:
1. مرحلة التوسع.
2. مرحلة ولادة الجنين.
3. مرحلة خروج المشيمة.
خلال مرحلة التوسع ، يتوسع عنق الرحم تدريجياً حتى يبلغ عرض فوهته عشرة سنتيمترات. وهذا ما يدعى التوسع.
وخلال مرحلة التوسع يصبح عنق الرحم أقل سماكة. وهو ما يسمى بالانمحاء. حين يتوسع عنق الرحم وينمحي تماماً، يمكن أن يطلب الطبيب من الأم أن تبدأ دفع الجنين إلى الخارج.
تبدأ مرحلة ولادة الجنين حين يصبح عرض فوهة عنق الرحم عشرة سنتيمترات. وفي هذه المرحلة يمكن أن يطلب الطبيب من الأم أن تدفع الجنين إلى الخارج أثناء التقلصات. ينزل الجنين إلى الخارج عبر عنق الرحم والمهبل. إن الممر الذي يسلكه الجنين خلال الولادة يسمى قناة الولادة.
بعد ولادة الجنين، تبدأ مرحلة خروج المشيمة. في هذه المرحلة تخرج المشيمة أو تُولد.
المرحلة الأولى يبدأ المخاض حين تشعر الأم بالمغص في البطن. يدل هذا الألم على تقلصات الرحم. وهو علامة على أن الجسم يستعد لدفع الجنين إلى الخارج.
قد تعاني الأم من آلام في الظهر أو من نزف مهبلي خفيف خلال تقلصات المخاض.
تشعر الأم أحياناً بالمغص من حين لآخر قبل أن يبدأ المخاض الحقيقي. حين يتكرر المغص كل خمس دقائق يكون المخاض قد بدأ فعلاً. في هذه الحالة ينبغي على الأم أن تتصل بطبيب التوليد أو بالقابلة.
في أحيان أخرى يمكن أن ينفتح الكيس الأمنيوسي ويتسرب السائل من خلال المهبل. حين يحدث هذا يقال أن الكيس قد انبثق و “نزل الماء”. يجب أن يبدأ المخاض حين يخرج الماء.
يجب أن تتصل الأم بالطبيب أو بالقابلة فور خروج الماء. وعندها قد يحتاج الطبيب إلى تحريض المخاض بالأدوية. وإلا فقد يتعرض الجنين إلى العدوى عن طريق قناة الولادة.
في المستشفى، يقوم طبيب التوليد بمراقبة الأم والجنين مراقبة دقيقة.
يوضع حزام خاص حول بطن الأم يقيس قوة التقلصات ومدتها، كما يقيس معدل نبضات قلب الجنين, ومع ازدياد قوة التقلصات، فإنها تدفع الجنين باتجاه عنق الرحم في طريقه إلى المهبل.
خلال المرحلة الأولى من المخاض يتسع عنق الرحم تدريجياً حتى يصبح عرض عنقه عشرة سنتيمترات. وهذا ما يسمى التوسع. كما أن عنق الرحم يصبح أقل سماكة، وهذا ما يسمى الانمحاء. لا يمكن للأم أن تدفع الجنين إلى الخارج قبل انتهاء مرحلة التوسع والانمحاء لأن عنق الرحم لا يكون قد اتسع بعد بالقدر الكافي.
يقوم الطبيب أو القابلة بفحص المريضة بشكل متكرر حتى يكتمل اتساع عنق الرحم وانمحاؤه. عندئذ تبدأ المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية تبدأ المرحلة الثانية حين يمر الجنين عبر عنق الرحم المتوسع ثم يخرج من المهبل إلى العالم الخارجي! في هذه المرحلة تدفع الأم الجنين إلى الخارج مع كل تقلص.
إذا كان الجنين كبيراً ورأى المشرف الصحي أنه قد يمزق المهبل، فقد يلجأ إلى إجراء شق جراحي في المهبل. هذا الشق يساعد الجنين على الخروج بسهولة دون أن يؤذي المهبل والانسجة المحيطة. يدعى هذا الشق شق االعجان أو شق المهبل.
يجرى شق المهبل لمنع حدوث المضاعفات في المستقبل، مثل سلس الغائط أو عدم قدرة الأم على التحكم بخروج الغائط. كما يكون من الممكن خياطة الشق الجراحي بسهولة ويمكن أن يشفى بصورة أفضل مما لو حدث تمزق بدل من الشق الجراحي. تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد اتفاق بين مقدمي الرعاية الصحية حول فائدة شق المهبل والعجان. بل إن بعضهم يشكك بفائدته أصلاً. ولكن كل طبيب من الأطباء سيبذل ما في وسعه ليعمل ما هو مناسب لحالة الأم ولحالة المخاض لديها.
يمكن أحياناً أن يقرر الطبيب مساعدة الجنين على الخروج بسهولة وسرعة، فيستخدم محجماً للإمساك برأس الجنين وسحبه، والمحجم كوب يتولد فيه ضغط سلبي بتخلية ما فيه من الهواء، فيلتصق برأس الوليد. يمكن أيضاً استخدام ملقط، لكن الملقط قليل الاستخدام. ليس هذا الإجراء شائعاً فكثير من الأطباء يفضلون إجراء عملية قيصرية عندما يواجهون هذه الحالة.
فور خروج الجنين يتم قطع الحبل السري بتثبيت ملاقط أو مشابك خاصة. لا يسبب هذا الإجراء أي ألم للطفل أو للأم.
المرحلة الثالثة ويستكمل خروج المشيمة في هذه المرحلة. ثم يقوم الطبيب أو القابلة بفحص المشيمة والحبل السري للتأكد من عدم وجود تشوهات.
ثم يقوم الطبيب أو القابلة بخياطة شق المهبل والعجان، إذا كان قد أجري الشق لدى الأم، أو بخياطة التمزق إذا كان قد حدث.
يبدأ تراجع التغيرات التي تصيب جسم الأم خلال المخاض خلال الساعة الأولى بعد الولادة.
ما هي الوسائل لتخفيف الآم الولادة:
لا تكون بعض الأمهات في حاجة إلى أدوية لتخفيف الألم خلال الولادة، خاصةً في حال تكرر الولادات. ولكن أكثر النساء يحتجن إلى شيء من التخدير لتخفيف آلام المخاض والولادة.
إن طرق تخفيف آلام الولادة كثيرة، ومنها:
1. الأدوية
2. التخدير الموضعي
3. التخدير بالإحصار فوق الجافية
تعطى الأدوية الوريدية عبر أحد الأوردة. تستطيع هذه الأدوية تخفيف بعض الألم لكنها قد تسبب النعاس والغثيان للأم. كما يمكن للأدوية الوريدية أن تؤثر على الجنين لأن بعضها يدخل إلى دمه ويمكن أن تصيبه بالنعاس أو الوهن.
يعطى التخدير الموضعي بواسطة إبرة عبر المهبل لتخدير العصب الفرجي. وهو يخفف الألم ويحافظ على قدرة الأم على الشعور بالتقلصات حتى تساعد في دفع الجنين إلى الخارج.
إن التخدير بالإحصار فوق الجافية أكثر الطرق استخداماً من أجل تخفيف الألم خلال الولادة. وهو يستخدم في الولادة الطبيعية وفي العمليات القيصرية. يتم إيصال الأدوية إلى أعصاب النخاع الشوكي في أسفل الظهر. وهذه الطريقة ناجحة جداً في إزالة الألم مع المحافظة على القوة العضلية بحيث تتمكن الأم من دفع الجنين. وهذه الطريقة لا تؤثر على الجنين.
في بعض الحالات النادرة، يمكن تخدير الأم تخديراً عاماً. وخلال التخدير العام تكون الأم نائمة. وغالباً ما تستخدم هذه الطريقة في العمليات القيصرية.
تتم معظم الولادات دون مشاكل على الإطلاق. ولكن هناك بعض المخاطر والمضاعفات التي يجب الاطلاع عليها تحسباً لحدوثها.
لقد بات الكثير من المخاطر التي كانت تؤدي إلى موت الأمهات أو الأجنة نادراً اليوم وذلك بفضل الله ثم بفضل التقدم في مجال الطب. إذ تتم مراقبة الطفل مراقبة دقيقة، ويمكن للطبيب أن يتحول بالأم من الولادة الطبيعية إلى العملية القيصرية عند الحاجة.
Comments are closed