كما يبدو لنا في الوهلة الأولى أن عملية الإخصاب والحمل هي عملية سهلة خصوصاً عند الأزواج الذين يحدث عندهم الحمل دون عناء إلا أنه في الواقع تعتبر أنها عملية دقيقة جداً ومعقدة تبدأ من تنظيم عملية الإباضة عند الزوجة مروراً بتكوين الحيوانات المنوية ثم التلقيح وزراعة الجنين في الرحم ومن ثم الحمل والولادة. فلكل مرحلة من هذه المراحل ظروفها الخاصة وخصائصها المميزة لحدوث الحمل واستمراريته.
في سن البلوغ تبدأ الغدة النخامية بإفراز الهرمونات الجنسية المسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنوية عند الزوج والبويضات عند الزوجة. فالحيوانات المنوية هي الخلايا التناسلية الذكرية وتعتبر أصغر خلايا الجسم حجماً ويتم إنتاجها بواسطة الخصيتين وهما غدتان تناسليتان ذكريتان تنتجان أيضاً الهرمون الذكري Testosteron وخلافاً للأنثى التي يولد معها كامل مخزونها من البويضات فإن الذكر لا يبدأ بإنتاج الحيوانات المنوية إلا عند البلوغ ويستمر هذا الإنتاج مدى الحياة. أما بالنسبة للبويضة فهي الخلية الأنثوية التي يفرزها مبيض المرأة أنها أكبر الخلايا حجماً وأعظمها قيمة في جسم المرأة فهي لا تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لحياة الجنين فحسب، وإنما تحتوي أيضاَ على كامل البرنامج الجنيني الضروري لتكوين جميع الخلايا والأعضاء التي ستنبعث عن الجنين. وكل بويضة محاطة بطبقة مؤلفة من خلايا صغيرة وتسمى البويضة مع هذه الطبقة الجريب Follicle . ومرة واحدة في الدورة تأخذ مجموعات من الجريبات طريق النضج سامحة لواحدة منها فقط بالوصول إلى السيادة وثم يحصل بعدها الإباضة. وأما مدى حياة البويضة بعد تحررها فتتراوح بين 12 –24 ساعة.
وبواسطة هرمون FSH الهرمون المحفز للإباضة يتم إنضاج الحويصلات التي تحوي البويضات وأما هرمون LH فهو مسؤول عن نزول البويضات إلى الرحم في فترة الخصوبة أي في اليوم الرابع عشر للدورة الشهري عند أغلب السيدات. وعند نزول البويضات الناضجة يتم التقاطها من الشعيرات الدقيقة لقنوات فالوب ومن ثم تتحول بواسطة الحيوانات المنوية التي تم نزولها في عنق الرحم بعد المعاشرة الزوجية والتي بدورها ترتفع إلى تجويف الرحم ومن ثم إلى قنوات فالوب وثمة الكثير من المرشحين المدعوين إلى تلقيح البويضة ولكن الفائز بذلك حيوان منوي واحد حيث يخترق حاجز المنطقة الشفافة الجيلاتينية المحيطة بالبويضة.Zona pellucida وتتم عملية التحام الصبغات الوراثية للزوجة والزوج وتبدأ حياة إنسانية جديدة وما إن يدخل الحيوان المنوي جسم البويضة حتى يضمحل ذنبه أما نواته الموجودة في الرأس المشتملة على كروموسومات فتبقى داخل البويضة للاندماج في نواة البويضة وأما البويضة فتتخلى عن خمولها وتصبح جاهزة للانطلاق في مغامرة الخلق الكبرى ويتعين جنس المولود منذ لحظة التلقيح.
وتبدأ البويضة الملقحة ومن ثم الجنين بالانزلاق في قناة فالوب باتجاه الرحم الذي يصلها خلال أربعة إلى خمسة أيام وهنالك يبدأ الجنين بالانزراع في بطانة الرحم التي قد استعدت لاستقبال الجنين من خلال الهرمونات الجنسية ويبدأ الحمل.
يفرز الجنين المنزرع في بطانة الرحم هرموناً خاصاً يساعد الجسم الأصفر على إفراز هرمون البروجستيرون الذي يساعد على استمرارية الحمل عندها تبدأ الخلاصة بإفراز الهرمونات الضرورية لثبات الحمل.
وعندما لا يحصل انزراع الجنين في الرحم لا تفرز هذه الهرمونات المذكورة أعلاه ولا يستمر عمل الجسم الأصفر وعندها تتساقط بطانة الرحم على شكل الدورة الشهرية.
Comments are closed