كما يبدو لنا في الوهلة الأولى ان عملية الاخصاب والحمل سهلة خصوصاً عند الأزواج الذي يحدث عندهم الحمل دون عناء، إلا أنه في الواقع تعتبر أنها عملية دقيقة جداً ومعقدة، ابتداء من تنظيم عملية الإباضة عند الزوجة مروراً بتكوين الحيوانات المنوية ثم التلقيح وزراعة الجنين في الرحم ومن ثم الحمل والولادة. فلكل مرحلة من هذه المراحل ظروفها الخاصة وخصائصها المميزة لحدوث الحمل واستمراريته.
ففي سن البلوغ تبدأ الغدة النخامية بإفراز الهرمونات الجنسية المسؤولة عن إنتاج ونمو الحيوانات المنوية عند الزوج والبويضات عند الزوجة، وهم (FSH) و (LH) فالهرمون المحفز للإباضة يكون مسؤولاً عن إنضاج الحويصلات التي تحوي البويضات. وهرمون LH هو مسؤول عن نزول البويضات إلى الرحم في فترة الخصوبة، أي في اليوم الرابع عشر للدورة الشهرية عند أغلب السيدات، وعند نزول البويضة الناضجة يتم التقاطها من الشعيرات الدقيقة لقنوات فالوب ومن ثم تتحول الحويصلة إلى الجسم الأصفر، وفي قنوات فالوب تتم عملية تلقيح البويضة بواسطة الحيوانات المنوية، وبعد المعاشرة الزوجية يتم نزول الحيوانات المنوية عند عنق الرحم والتي بدورها ترتفع إلى تجويف الرحم ومن ثم إلى قنوات فالوب وعند دخول الحيوان المنوي إلى البويضة تتم عملية التحام الصبغات الوراثية للزوج والزوجة وتبدأ حياة إنسانية جديدة بانقسامات الخلايا الجنينة.
تبدأ البويضة الملقحة ومن ثم الجنين بالانزلاق في قناة فالوب باتجاه الرحم الذي يصلها خلال أربعة إلى خمسة أيام. وهنالك يبدأ الجنين بالإنزراع في بطانة الرحم التي قد استعدت لاستقبال الجنين من خلال الهرمونات الجنسية ويبدأ الحمل. يفرز الجنين المنزرع في بطانة الرحم هرموناً خاصاً يساعد الجسم الأصفر على إفراز هرمون البروجستيرون الذي يساعد على استمرارية الحمل وثباته. ويستمر عمل هذا الهرمون حتى الأسبوع الثامن من الحمل عندها تبدأ الخلاصة بإفراز الهرمونات الضرورية لثبات الحمل.
عندما لا يحصل انزراع للجنين في الرحم لا تفرز هذه الهرمونات المذكورة أعلاه ولا يستمر عمل الجسم الأصفر، عندها تتساقط بطانة الرحم على شكل الدورة الشهرية.