ما هو صمغ أو لاصق الأجنة وكيف يعمل ؟
لاصق الأجنة عبارة عن تركيب كيميائي يتكون بشكل رئيسي من مادة (Hyaluronan) وهي المادة المتواجدة في قنوات فالوب والرحم والحويصلات والتي تلعب الدور الرئيسي في تحويل بطانة الرحم إلى طبقة أكثر تغذية دموية وغددها أكثر نشاطاً وإفرازاتها أغنى لاستقبال الحمل والاستمرار في تغذيته . فهي المسؤولة عن محاكاة الرحم للجنين قبل لحظة انغراسه وأثناء احتضانه .
كما يحتوي التركيب على مواد غذائية أهمها الألبيومين البشري إضافة الى الماء والبايكربونات . هذه المواد الغذائية مجتمعه هي التي تساعد على تغذية الجنين منذ لحظة إرجاعه وحتى انغراسه. نلاحظ مما سبق أن تركيب صمغ الأجنة يعمل على محورين المحور الأول تهيئة الرحم لاستقبال الأجنة بنفس الطريقة التي يتم بالوضع الطبيعي والمحور الثاني تغذية الجنين المناسبة من لحظة إرجاعه وحتى التصاقه .
طريقة عمل لاصق الأجنة
عملية الانغراس تمر بثلاث مراحل :-
1. مرحلة التلامس : بعد إرجاع الأجنة إلى الرحم مع استعمال لاصق الأجنة تساعد المادة العالية اللزوجة الموجودة على تسهيل امتداد المادة إلى الإفرازات الطبيعية الموجودة في داخل الرحم. تشابه مادة لاصق الأجنة مع إفرازات الرحم الطبيعية تساعد الأجنة على أيجاد الموقع في بطانة الرحم للالتصاق .
2. مرحلة الالتصاق : ويساعد صمغ الأجنة في هذه المرحلة على التصاق الجنين بشكل أكثر ثباتاً حيث يعمل على أنزيمات متخصصة يفرزها الرحم تزيد من فرصة الالتصاق .
3. انغراس الجنين : حيث يتم انغراس الأجنة في بطانة الرحم وتلاحم خلايا الجنين بخلايا بطانة الرحم .
من كل ما سبق نجد أن صمغ الأجنة يزيد فرص الحمل بنسبة 21% عن فرص الحمل من دونه كما ويساعد على استمرارية هذا الحمل وثبوته.
عمليات ثقب جدار الأجنة Assisted Hatching
1. عدم علوق الأجنة بعد إرجاعها هو من أكثر العوائق التي تواجهنا في برامج أطفال الأنابيب . وهي ما يعانيه فئة من الأزواج الذين يتعدد تكرار المحاولات لديهم وفي كل محاولة يتم إرجاع أجنة ذات فئات ونوعيات جيدة إلا أن نتيجة الحمل تكون سالبة وذلك بسبب عدم انغراس الأجنة في بطانة الرحم لأسباب غير معروفة . لهؤلاء توصل العلم والتقنيات الحديثة إلى طريقة جديدة لزيادة فرص علوق الأجنة في بطانة الرحم هي ثقب جدار الجنين Assisted Hatching .
إن لجدار البويضة في أنثى الإنسان دور حيوي وهام قد يكون مؤقتا أو دائما حيث تعمل كحاجز ميكانيكي يمنع تفكك البويضة أو الجنين بتأثير خلايا المناعة المهاجمة أو الامتصاص الفسيولوجي أو بتأثير المواد الحيوية السامة . وحديثا ألقت التقنيات الحديثة في الإخصاب خارج الجسم ضوءا ساطعا على وظائف جدار البويضة .
وقد توصلت الأبحاث في بداية التسعينات إلى أن إجراء ثقب في جدار الجنين المكون بطريقة الإخصاب خارج الجسم قبل إرجاعه وهو في مراحل انقسامه الأولى قد رفع من فرص علوق الأجنة وأن احتمالية تلف هذا الجنين وفقده لخواصه إذا أجري له ثقب في جداره ضعيفة جدا . في حين أن إجراء ثقب في جدار البويضة الغير مخصبة يعرضها لفرص تلف تصل إلى 4 % ويعزى ذلك إلى أن هناك سهولة ومرونة أكثر في جدار الجنين منها من جدار البويضة غير المخصبة .
وفي هذه الطرقة يتم عمل الثقب بواسطة إبرة مجهريه كما يمكن استعمال مادة كيميائية لأداء الغرض نفسه أو جهاز الليزر .
تجدر الإشارة هنا إلى أن من أهم الأسباب التي تعيق علوق الأجنة هو وجود كروموسومات غير طبيعية في الجنين نفسه . ويجب أن يضع الدكتور المعالج هذا الاحتمال بعين الاعتبار لدى الأزواج الذين يتكرر عندهم عدم علوق الجنة بشكل ملحوظ بأكثر من محاولة أطفال أنابيب وفي هذه الحالة يمكن اللجوء لسحب خلية في اليوم الثالث من حدوث الإخصاب لدراستها بنفس اللحظة التي يجرى بها الثقب لجدار البويضة وهذا ما يسمى(PGD Genetic Diagnosis Preimplantation) يدرس عن طريق هذا الفحص كروموسومات الجنين وعلى أسلس ذلك يرجع الجنين السليم فقط. وهذا يرفع من فرص حدوث الحمل .
ارجاع الأجنة بمرحلة Blastocyst
في عمليات أطفال الأنابيب تمر البويضة الملقحة بمراحل انقسام مختلفة في المختبر لتكمل عملية الانقسام هذه داخل الرحم بعد عملية الإرجاع متمخضة في النهاية عن الحمل .
في الأوضاع الاعتيادية يتم تلقيح البويضة بعد سحبها أما بطريقة أطفال الأنابيب (C-IVF)أو بطريقة الحقن ألمجهري حيث يحقن الحيوان المنوي ICSI داخل سيتوبلازم البويضة , وتترك ليتم الانقسام , وعادة خلال الثلاث أيام الأولى من التلقيح تنقسم البويضة الملقحة إلى ( 4- 8 ) خلايا ليتم إرجاعها إلى رحم المرأة على هذا النحو وهو ما يسمى .(Embryo)
وبعد ذلك لا أحد يستطيع التخمين إذا ما أكملت تلك البويضة انقسامها لتتمكن من الانغراس في بطانة الرحم أو لا.
هناك ظروف خاصة تجعل من الممكن ترك البويضة الملقحة في المختبر لفترة أطول عن الثلاثة أيام يزداد معها عدد الخلايا المنقسمة وتتمحور نوعياتها بالإضافة إلى أن جدار البويضة الملقحة تقل سماكته ليكون أكثر قدرة على الانغراس , هذا هو الوضع الذي يحصل داخل رحم الزوجة إذا أكمل الجنين مراحل حياته إل أنه في هذه الحالة يكون تحت مراقبة فني المختبر ليأخذ تصورا كاملا عن قدرة الجنين على الانقسام وتصورا مبدئيا عن قدرته على الانغراس وهذا يمكن دراسته في اليوم الخامس أو السادس من يوم سحب البويضات وتلقيحها ليتم إرجاع البويضة الملقحة للرحم على شكل ما يسمى Blastocyst وهي أجنة منتقاه بفرص نجاح للانغراس أقوى وأعظم .
· ما هي الظروف التي تحكم بتوقيت إرجاع الأجنة سواء في اليوم الثاني أو الثالث (Embryo) أو الخامس/ السادس Blastocyst ؟
– أي مرحلة Blastocystفي حالة فشل عملية أطفال الأنابيب المتكرر للزوجين يلجأ الطبيب المعالج لترك الإرجاع لليوم الخامس الأجنة الأفضل والأقوى, وتجدر الإشارة هنا إلى أن قدرة الأجنة على الانقسام تختلف من جنين لآخر حسب نوعية الأجنة
– عدد الأجنة الملقحة إذا كلما قل العدد كانت فرصة المجازفة بترك الأجنة لمرحلةBlastocyst محدودة جدا.
– نوعية الأجنة بعد الدراسة الأولوية لعدد ونوع الخلايا وسرعة الانقسام في اليوم الثالث فالأجنة ذات النوعية الجيدة فقط هي التي تترك لتصل لمرحلة Blastocyst.
· ما هي ايجابيات إرجاع الأجنة في مرحلة Blastocyst ؟
أولا : القدرة على اختيار الأجنة الأفضل والأقوى .
ثانيا : زيادة فرصة انغراس الأجنة في بطانة الرحم وحدوث الحمل .
ثالثا : التقليل من فرص الحمل بأكثر من اثنين لأنه يتم إرجاع عدد محدد جدا من الأجنة الجيدة للرحم .
رابعا : إمكانية دراسة الأجنة واستبعاد المشوه منها في اليوم الخامس .
خامسا : فترة الانتظار لمعرفة حصول الحمل أو عدمه تكون أقل .
إلا أن أي ايجابيات يقابلها سلبيات تحد الحركة وتوجهها ومن سلبيات إرجاع الأجنة في مرحلة Blastocyst هو إمكانية عدم قدرة الأجنة للوصول لتلك المرحلة من الانقسام خارج الرحم أما بسبب ضعف الجنين نفسه وعدم مقدرته الانقسام وفي معظم الأحيان هذه النوعية من الأجنة التي تفقد القدرة على الانقسام خارج الرحم لا تكون لديها القدرة على الاستمرار داخل الرحم وتشكيل الحمل أو بسبب طبيعة الوسط الذي يتم فيه حفظ الأجنة
بناء على ذلك فان عملية أطفال الأنابيب وما يتكبده الزوجين من متاعب قد تنتهي بدون إرجاع أجنة وهو ما قد لا يتقبله الزوجين على الإطلاق , ويبقى القرار بيد الطبيب المشرف الذي يزن الأمور ويتخذ قراره بعد استشارة مسئول المختبر والزوجين وإشراكهم في اتخاذ قراره.
Comments are closed